رعاية الطفل تعتبر الأسرة هي السبب في امتداد الوجود البشري، ونظراً إلى أنها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع اهتمت بها جميع الديانات، وكان الإسلام هو الراعي الأكبر لها ولحمايتها وصون هدفها، فأوجب الزواج وتوثيقه ووجود الشهود عليه وإعلانه، وعند قدوم المولود فإنه يُنسب إلى أبيه، ولا يحق انتسابه إلى غير ذلك، وهذا هو الحق الأول الذي أعطاه الإسلام للطفل وكرّمه به حتى قبل ولادته.
فالوالدان هما الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها الطفل في شؤون حياته، فألزمهما الإسلام بعدة واجبات يجب أن تعطى للطفل لتحقيق رعايتهما له، قال صلى الله عليه وسلّم: (أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ).
مظاهر رعاية الوالدين للطفل لقد أوجد الله تعالى غريزة المحبة والأبوة والأمومة في قلب الوالدين ليكونا مصدر رعايةٍ واهتمامٍ لهذا الطفل الذي لا حول له ولا قوة، ومن مظاهر رعاية الوالدين للطفل:
- اختيار الاسم المناسب الذي يرفع رأس الطفل للأعلى عندما يناديه أحدٌ به، والابتعاد عن الأسماء المزعجة والمحرجة أو ذات المعاني غير الجيدة.
- تقديم الرعاية الجسدية للطفل من خلال:
- توفير الغذاء المناسب للطفل حسب مرحلته العمريّة، فخلال الأشهر الأولى يحتاج إلى الحليب فقط، ثم يبدأ بتناول الغذاء العادي.
- توفير الرعاية الصحيّة لحماية الطفل من الأمراض والأضرار التي قد تصيب جسده إذا تم إهماله، وتقديم العلاجات المناسبة عند المرض وإعطائه المطاعيم الوقائيّة وإبعاده عن أي مخاطر قد تهدد حياته مثل السيارات والكائنات الحيّة المفترسة والمؤذية.
- توفير المسكن المناسب الذي يقي الطفل من حر الصيف وبرد الشتاء ويقيه من أخطار الحيوانات.
- تقديم الرعاية النفسيّة والعاطفيّة للطفل، من خلال إشعاره بالحب والحنان والاستماع إليه، وإبعاده عن الأجواء المشحونة بالمشاكل والخلافات، وتنمية ثقته بنفسه، والابتعاد عن استخدام أساليب الضرب المبرح، أو الإهانة التي قد تترك أثراً كبيراً في نفسيّة الطفل، والابتعاد عن التمييز بين الأبناء على أساسٍ معيّن مثل التفوّق المدرسي أو بين الذكر والأنثى، وإنما اتباع طريقة التربية المناسبة، والتي يأخذ كل ابن حقوقه دون إجحافٍ أو تدليلٍ زائدٍ.
- تقديم الرعاية التربويّة؛ فالطفل بحاجة إلى التعليم والتأديب، ولا بدّ أن يقوم الوالدان بدورهما في تعليم الطفل أمور دينه ودنياه وتربيته بشكل سليمٍ، ليكون فردأ إيجابياً مليئاً بالخير والعطاء، لأنهما سيُسألان عنه وعن تأديتهم لحقوقه في تعلّم الدين، كما لا بد من إدخال الطفل إلى المدرسة عند وصوله إلى العمر الذي يُسمح له بذلك وعدم حرمانه من التعليم الأكاديمي.